الرياض – خاص
في ظل متغيّرات اقتصادية إقليمية ودولية، يواصل سوق العقارات السعودي ترسيخ مكانته كأحد أكثر الأسواق ديناميكية وجاذبية في المنطقة، مدفوعًا برؤية وطنية طموحة، وتحولات اجتماعية، وتشريعات تستهدف استقطاب الاستثمارات وضمان الاستقرار.
لا يمكن الحديث عن السوق العقاري دون التوقف عند تأثير “رؤية السعودية 2030″، التي جعلت من السكن والتخطيط الحضري والاستثمار العقاري أحد روافع التنويع الاقتصادي. مشاريع عملاقة مثل “نيوم” و”القدية” و”المربع الجديد” تعكس ليس فقط طموح التوسع، بل الرغبة في إعادة تعريف العلاقة بين المواطن والمدينة، والمستثمر والمكان.
القطاع السكني يشهد نموًا متسارعًا مدعومًا ببرامج الدعم الحكومي وتيسير التملك، ما عزز من إقبال المواطنين على الشراء. مدن كبرى مثل الرياض وجدة سجّلت خلال الأشهر الأخيرة ارتفاعًا في عدد الصفقات، وسط توقعات بأن يتجاوز حجم القطاع السكني تريليون ونصف التريليون ريال خلال العام الحالي. كل ذلك في ظل حراك رسمي لطرح المزيد من الأراضي وتطوير بيئة التمويل العقاري.
بالتوازي مع العقار السكني، تشهد الأسواق التجارية والمولات ومراكز الأعمال طفرة من نوع آخر، قائمة على مفهوم “الترفيه المتكامل”، الذي يجمع بين التسوق والتجربة البصرية والثقافية. ويبرز في هذا السياق الدور المحوري لشركات التطوير والترفيه الوطني في خلق وجهات عقارية جديدة تجذب السكان والزوار والمستثمرين.
توقعات بأن يتجاوز حجم القطاع السكني تريليون ونصف التريليون ريال خلال العام الحالي
ابتداءً من عام 2026، ستتيح المملكة للأجانب تملّك العقارات وفق ضوابط محددة، وهو ما يُتوقع أن يغيّر خريطة السوق ويعزز ضخّ السيولة من الخارج. ويأتي ذلك في وقت تستهدف فيه الحكومة رفع الاستثمار الأجنبي في القطاع العقاري من نحو 96 مليار ريال إلى ما يقارب 400 مليار ريال في السنوات القليلة المقبلة.
رغم مؤشرات التضخم وارتفاع أسعار الإيجارات في بعض المدن، يواصل السوق العقاري السعودي تحقيق أداء قوي. ورغم إعادة تقييم بعض المشاريع العملاقة بسبب الجدوى الاقتصادية، إلا أن التوجه العام لا يزال محافظًا على زخمه، مع تعزيز أدوات التخطيط والرقابة، وضبط المعروض بما يتوافق مع القدرة الشرائية والاستدامة.
العقار بين الحلم الشخصي والمستقبل الاستثماري
لم يعد العقار في السعودية مجرد حلم سكني، بل تحوّل إلى منصة استثمارية واعدة، تستقطب الشركات الدولية، وتفتح أبواب التوسع أمام المطورين المحليين، وتواكب نمط حياة متجدد للأفراد والعائلات.
في ضوء كل ذلك، تبدو السوق العقارية السعودية وكأنها ورقة صاعدة في بورصة المستقبل: مدعومة بالرؤية، مدفوعة بالطلب، وجاذبة للعين… ورأس المال.
