واصل سوق العقارات الفاخرة في دبي تحقيق أرقام قياسية في الربع الثاني من عام 2025، متجاهلاً التوترات الجيوسياسية واضطرابات الرسوم الجمركية.
ووفقاً لشركة الأبحاث “نايت فرانك”، ارتفعت مبيعات المنازل التي يزيد سعرها عن 10 ملايين دولار أميركي إلى 2.6 مليار دولار أميركي بين أبريل ويونيو. ويمثل هذا الرقم زيادة بنسبة 37% عن الربع الأول، وزيادة بنسبة 63% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
وبلغ إجمالي عدد الصفقات المسجلة خلال الربع 143 صفقة، بزيادة قدرها 52% على أساس سنوي، بما في ذلك 22 صفقة بيع تجاوزت قيمتها 25 مليون دولار أميركي.
وجاءت قوة السوق على الرغم من الحرب التي استمرت 12 يوماً بين إسرائيل وإيران، والتي امتدت في النهاية إلى الولايات المتحدة.
وأفاد سماسرة لوكالة “بلومبرغ نيوز” أن المخاوف من التصعيد أدت إلى توقف شبه تام لسوق العقارات في دبي. كما شهد الربع رسوماً جمركية شاملة أعلن عنها الرئيس دونالد ترامب، والتي هزت الأسواق العالمية.
في المتوسط، ارتفعت الأسعار في 10 أحياء فاخرة بنسبة 18% عن العام الماضي، لكنها ظلت دون تغيير يُذكر عن الربع الأول. وذكر التقرير: “يشير هذا إلى أن ارتفاع أحجام المبيعات ونشاط السوق الصحي، على عكس تضخم التكاليف، يُشكلان أساس نمو إجمالي قيمة المبيعات”.
في فئة العقارات التي تبلغ قيمتها 10 ملايين دولار أميركي فأكثر، تجاوزت مبيعات الشقق مبيعات الفلل لأول مرة منذ الربع الثاني من عام 2023. حيث تم بيع ما مجموعه 80 شقة، مقارنة بـ 63 فيلا أو منزل عائلي واحد.
شهد الطلب على العقارات في دبي ازدهاراً منذ عام 2020، مدفوعاً بتعامل الحكومة مع الجائحة وسياسات التأشيرات الميسرة التي جذبت المشترين الأجانب. وقد استفاد الجانب الفاخر من سوق العقارات في الإمارة – بما في ذلك الفلل المطلة على الواجهة البحرية في جزر المدينة الاصطناعية على شكل نخيل – من تدفق المغتربين الأثرياء.
من المؤكد أن المحللين بدأوا يحذرون من أن أسعار العقارات في جميع أنحاء المدينة تواجه مخاطر متعددة بعد ارتفاعها بنحو 70% خلال السنوات الأربع الماضية. فعلى سبيل المثال، تتوقع وكالة فيتش للتصنيف الائتماني “تصحيحاً معتدلاً” من أواخر عام 2025 إلى عام 2026، مشيرةً إلى موجة من المعروض الجديد.
ومع ذلك، انخفضت نسبة المنازل التي أُعيد بيعها خلال 12 شهراً من الشراء إلى حوالي 5% في الربع الثاني، من أعلى مستوى لها عند 25% في عام 2008، وفقاً لشركة نايت فرانك. ويؤكد هذا التحول على تغير في توجه المشترين، حيث يتمسك معظم المستثمرين الآن بالعقارات بدلاً من بيعها.
